التطوع عبر الإنترنت .. بوابة لمزيد من الفرص




سامي الحكيمي

ثقافتنا اصبحت رقمية بشكل متزايد، وقد أتاح لنا الإنترنت القيام بالكثير من الأمور في وقت أقل، ولم تعد مهاراتنا تقتصرعلى ما نقوم به في موقع ضمن نطاق جغرافي ما، حيث نبعت المزيد من المهارات كنتيجة لإستخدام المجتمع للتكنولوجيا، وبسبب ذلك، لم يعد العمل التطوعي يقتصرفقط على العمل البدني أو المعتمد على الحضورالجسدي في نطاق معين.


يسمح لك التطوع الافتراضي عبر الإنترنت بان تخصص وقتك وخدماتك بعيدا عن المقر الفعلي لمنظمة أو مشروع أو حملة، ويعمل المتطوعون الافتراضيون عبر الإنترنت عن طريق الكمبيوتر أو الموبايل لتقديم خدماتهم لدعم قضية مهمة بالنسبة لهم، وفي حين أن المتطوعين في ارض الواقع عليهم نفس الطلب كما هو الحال في العالم الافتراضي، لكن التحول نحو الإنترنت جعل هذه المناصب التطوعية وفيرة بشكل اكبر.


خلال السنوات الماضيه، لم يعد إستخدامي للانترنت مقتصر على تصفح وسائل التواصل الاجتماعي والبحث في جوجل، او تبادل الإيميلات لغرض العمل الذي أتواجد فيه يوميا ضمن نطاقي الجغرافي، فقد توسع إستثماري للانترنت لتوسيع المجال المهني والعملي، فمن خلال الإنترنت كان هناك إمكانية لتقديم خدماتي لمنظمات تقع في دول وقارات أخرى، كذلك العمل مع أشخاص من ثقافات مختلفة، حيث بدأ الأمر كمتطوع أنفذ مهامي معهم بشكل إلكتروني، وتركزت الخدمات التي عادة أقوم بتقديمها فيما يرتبط بالعمل كباحث وإستشاري؛ توسعت مع ذلك مهاراتي وقدراتي نتيجة تبادل الخبرات وخوض تجارب جديدة في العمل ايضا على قضايا ومهام على مستوى أكبر، بالإضافة إلى ذلك استمرت شبكة العلاقات تتوسع مع من أعمل معهم لتصبح هذه العلاقات اليوم يمكنني تبادل الخبرات معها في القضايا التي اعمل عليها.

لايزال مفهوم العمل التطوعي الإفتراضي الذي يتم عبر الإنترنت محدود الإنتشار في العالم العربي، رغم الإحتياج الشديد له لما يستطيع من تقديمه من فوائد لم تكن متوفره من قبل؛ اليوم، تحتاج المنظمات غير الربحية إلى مزيد من المساعدة أكثر من أي وقت مضى لدعم عملياتها اليومية وتوسعها، وقد ساعد التطوع (الافتراضي \ الالكتروني) العديد من المنظمات غير الربحية على النمو وتوسيع تأثيرها، حيث تحتاج المنظمات إلى مواقع الويب وكذلك "الوجود على الأرض". فهي بحاجة إلى المساعدة في وسائل التواصل الاجتماعي والمساعدة في المجتمع. 


من خلال إهتمامي في ادارة العمل التطوعي، حيث كانت خبرتي فيه تدور حول إدارة المتطوعين الذي يقومون بتنفيذ خدماتهم بشكل مباشرعلى ارض الواقع (وجه لوجه) مع المنظمات، توسعت هذه الخبره بعد تجربتي في الإنخراط في التطوع عبر الإنترنت التي كانت بمثابة فرص لتطوير مهاراتي وبشكل عملي في إدارة العمل التطوعي الالكتروني والمتطوعين المنخرطين في العمل عبر الانترنت، ومن خلال هذه الخبره عملت ايضا في تشكيل فريق عمل من بلدان مختلفة للعمل ضمن شبكة متعدده الثقافات والخبرات في دعم بناء آليات عمل لدعم جهود العمل التطوعي، ومن خلال الفرص والخدمات التي حصلت عليها في القضايا التي نعمل عليها أصحبت على يقين بأن نقل مفهوم العمل التطوعي عبر الإنترنت سيدعم المنظمات في العالم العربي بشكل واسع بالاضافة إلى اتاحة الكثير من الفرص لكثير من الشباب الراغبين في الحصول على فرص تستوعب الخدمات التي يستطيعون تقديمها. 


منذ مدة طويلة توجهت جميع المنظمات غير الربحية في معظم الدول المتقدمه لصنع فرص إلكترونيه يمكن تنفيذها من المنزل على الانترنت، وربطت الناس مع قضاياها وبرامجها في جميع أنحاء العالم؛ ويعتبر التطوع الإفتراضي قديم ومقترن بظهور الإنترنت، وقد أصبح مألوفا حاليا أكثر من أي وقت مضى في عالمنا حيث أصبحت طرق التعاون عبر الإنترنت متقدمه بشكل أوسع، حيث أصبح يمكن أن نعمل مع الآخرين من خلال الأحاديث ومساحات الإجتماع الإفتراضي.

أصبح كثير من الناس حول العالم يجدون أنه من الأنسب أن يقوموا بالتطوع بشكل إلكتروني لخدمة القضايا القريبه او البعيده، وتتخذ هذه الخدمة أشكالا عديدة، منها: تصميم المواقع، إدخال بيانات، الترويج لوسائل التواصل الاجتماعية وإدارتها، تطوير تطبيق، متابعة المتطوعين، الكتابة أو التدوين، تصميم الجرافيك والتصوير الفوتوغرافي، التسويق، إنشاء فيديو والمساعدة عن بعد في دعم الموظفين من خلال خبراتهم واستشاراتهم. وما ذكر سابقا ما هو إلا عينة صغيرة من المهام التطوعية الافتراضية الممكن للشخص ان يقوم بتقديمها، فكل منظمة لديها نهج مختلف، لذلك سيكون هناك طرق متنوعه للمتطوعين لدعم كل جمعية خيرية عن بعد.

في حين أن هناك فوائد لا تحصى للعمل التطوعي، لكل من الأفراد والقضايا التي يدعمونها، فتح التطوع الافتراضي مجالا جديدا من الفوائد.
بالنسبة للمتطوع، يمكن أن تكون فوائد التطوع الافتراضي المزيد من الفرص للتطوع في قضايا ومنظمات متعدده ، والمزيد من الوقت المتوفر للتطوع، كما ان المرونة في الزمن تكون بشكل اكبر، ويمكنك كذلك العمل من اي مكان يتوفر لك من خلاله اتصال على شبكة الانترنت فقط،، بالاضافة الى مزيد من المناصب للمتطوعين المعوقين أو البعيدين جدا.
أما بالنسبة لمنظمة أو قضية، غالبا ما يوفر التطوع الافتراضي مزيد من المناصب التطوعية التي تغطي المزيد من المهام والمهارات، وزيادة فرص الوصول إلى المزيد من المتطوعين المؤهلين، والمزيد من الطرق لتوفير المال على تكاليف التشغيل، كذلك الزخم المرتفع على مواقع الموقع الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعية.
لم نكن نملك من قبل الفرص التي لدينا اليوم. هذه الإمكانيات الجديدة تجعل من الأسهل للمنظمات غير الربحية أن تعمل في المجتمع الرقمي الحالي مع المزيد من المتطوعين. كما أنها تجعل من السهل على الناس دعم القضايا من أي مكان في أي وقت.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اللجان المجتمعية

نموذج "سلم هارت" لمشاركة الشباب

قيمة المتطوعين