قيمة المتطوعين


سامي الحكيمي 

توسع إهتمامي المرتبط بالعمل التطوعي عبر سنوات من الممارسة إلى التدريب ثم البدء بإصدار الأدلة العملية، ومنذ مطلع هذا العام أصبح الإهتمام لدي متوجهٌ نحو العمل البحثي، حيث أسعى من خلاله لتطوير الأدوات التنظيمية التي أتمنى أن تسهم مع جهود آخرين إلى دعم جهود المتطوعين الذين يمثلون في الحقيقة العمود الفقري لهذه الجهود، فكثير منهم جنود مجهولين.

قد لا يكون ما أقوم به حاليًا يمثل أهمية أكثر من تلك الجهود التي يتم بذلها في الميدان من قبل المتطوعين، سواء كانو أفراداً بصفتهم الشخصية أو جماعات في أطر تنظيمية غير رسمية متمثلة في المبادرات، وقد تكون ضمن وحدات تابعة لجهات رسمية كمؤسسات أو جمعيات، و تلك التحركات المجتمعية المحلية.

إن إدراك قيمة التطوع مهم جدًا؛ لمعرفة أهمية ما يجب أن يُبذل لأجل العمل على تنميته وتطويره وتوفير الوسائل المساعدة لمن هم في الميدان، بالإضافة إلى تطوير الأدوات التنظيمية؛ لتسهيل إستيعاب من يملكون التوجه والدافع للعمل التطوعي من خلال إدماجهم و إدارتهم بشكل فعال. ولأجل إدراك ما تمثله قيمة التطوع، دعونا نتخيل ببساطة كم سيكون حجم العجز في تلبية الإحتياجات الموجودة في المجتمع لولا وجود هولاء المتطوعون حاليًا في الميدان وما يتم تقديمه بشكل دائم.

أعتقد أننا بدأنا إدراك مقدار القيمة الإجتماعية التي تولدها القوى العاملة المقدمة جهودها تطوعًا ويمكن إدراك هذه القيمة كذلك بسبب حجمها البشري ومقدار سرعة وصولها وأستجابتها ومقدار ما تقدمه من خدمات ومساعدات.  وتعتبر هذه القوى العامله كبيرة جدًا والتي تزداد في حالات الكوارث والحروب لتعمل بجهد يومي على توفير الخدمات الإنسانية بمختلف أشكالها للمستضعفين والمتضررين.

ولوعدنا لنتخيل مرة أخرى، ماذا لو كان من يقوم -حاليًا- بالعمل بدلاً عن المتطوعين هم أشخاص يعملون بصفة وظيفية، وتابعين لكيانات رسمية..؟ فإنه من المهم التركيز هنا على مقدار كمية المصاريف الإدارية والتشغيلية التي كانت ستنفق لتنفيذ تلك الأعمال ولأجل وصول الخدمات والمساعدات. إن مقدار التوفير الذي أحدثته الجهود التطوعية هو ما يمكن ضمه للقيمة الاقتصادية التي يقوم المتطوعون بتوفيرها نتيجة ما يقدموه بشكل مجاني من تلقاء أنفسهم وبدافع إحساس ذاتي بالمسؤولية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اللجان المجتمعية

نموذج "سلم هارت" لمشاركة الشباب

التطوع عبر الإنترنت .. بوابة لمزيد من الفرص