نموذج "سلم هارت" لمشاركة الشباب
سامي الحكيمي
قام عالم الاجتماع روجر هارت في عام 1992، بإسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، بإنشاء نموذج للتفكير في مشاركة الشباب كمجموعة متصلة من الأنشطة. ويحدد هذا النموذج الذي يحمل عنوان "سلم المشاركة" ثمانية مستويات من مشاركة الشباب تتراوح بين الرمزية والتلاعب وحتى الوصول إلى إشراك الشباب كشركاء؛ ويمكن استخدامه عند تطوير ومشاركة مشاريع مشاركة الشباب، ويهدف إلى تمكين الشباب من المشاركة بفعالية في صنع القرار، وإتاحة الفرصة لهم للحصول على "صوت" في المجتمع.
ويذكر هارت أن هناك 8 مراحل على "سلم المشاركة"، حيث تعبر المستويات الثلاث الأولى عن المشاريع التي يتم إنشائها دون دراسة احتياجات الشباب، وبدون وجود
هامش للتعليقات على الإجراءات المقترحة؛ وفي هذه المستويات الثلاث الأولى من "سلم
المشاركة" في نموذج المشاركة الذي وضعه روجر هارت، توجد الأنشطة التي يبدو أنها
تنطوي على الشباب ولكن في الواقع ليس لديها شيء مشترك مع المشاركة الحقيقية، بل هي
أمثلة للتلاعب وسوء المعاملة.
المستوى الاول: (التلاعب)
حيث يستخدم البالغون او
الكبار الشباب لدعم مشاريعهم الخاصة ويدعون أنها نتيجة إلهام الشباب، حيث يتم
التلاعب بحقوق الشباب واستخدام وجودهم لتحقيق بعض الأهداف الأخرى مثل الفوز في
الانتخابات المحلية وتكوين صورة أفضل عن مؤسسة أو تأمين بعض الأموال الاضافية من
مؤسسات تدعم مشاركة الشباب.
المستوى الثاني: (الشكلية)
تنطبق عندما تقتصر
المشاركة على مساعدة الشباب على تنفيذ مبادرات الكبار، فهناك على سبيل المثال حاجة
للشباب في المشروع لتمثيل الشباب كفئة محرومة. ليس لديهم دوراً مهماً (باستثناء
تواجدهم)، وكما هو الحال مع الزينة، يتم وضعهم في موقف مرئي ضمن مشروع أو منظمة.
المستوى الثالث: (الرمزية)
هنا تتحدث عندما تتم
المشاركة من اجل الإستعراض فقط بينما الشباب في الواقع لديهم تأثير ضئيل أو معدوم
على أنشطتهم، حيث يتم إعطاء الشباب بعض الأدوار ضمن المشاريع لكن ليس لديهم أي
تأثير فعلي على أية قرارات.
إن ما تم ذكره في
المستويات الثلاث السابقة لا يدخل ضمن المشاركة النشطة للشباب، لكنه يوفر بدلا من
ذلك الطريق للانتقال إلى المستويات الأخرى من مشاركة الشباب، حيث تصف
المستويات اللاحقة المشاركة الفعلية بدءا من تعيين المهام وإعطاء المعلومات، ومن
خلال المشاورات وتوجيه الشباب نحوعملية صنع القرار، وكذلك من خلال تمرير المبادرة
والقيادة للشباب، واتخاذ قرارات مشتركة، وعمل الشباب جنبا إلى جنب مع الكبار لضمان
استخدام إمكانات وموارد كلتا المجموعتين.
المستوى الرابع: (تعيين
الشباب وإعلامهم)
صحيح ان الكبار هم من
يقومون في هذه المرحلة بتنظيم حدث للشباب للتطوع فيه، ولكن يتم مع تكليف الشباب
بمهام محدده وإطلاعهم على كيفية ولماذا يشاركون في الحدث اوالمشروع، بالاضافة إلى
إدراكهم لحجم التأثير الذي يمكنهم إحداثه في الواقع.
المستوى الخامس: (الكبار
يتخذون القرارات، ويتم استشارة الشباب وإعلامهم)
هنا آراء الشباب لها بعض
التأثير على القرارات التي يتم اتخاذها، وسوف تتلقى ردود فعل على هذه الآراء.
المستوى السادس:
(المبادرة التي يباشرها الكبار، والسلطة المشتركة مع الشباب)
يشمل البالغين الذين
يخرجون بالفكرة الأولية، ويتخذ الشباب الخطوات اللازمة لتنفيذها بأفكارهم
وتنظيمهم بصفتهم شركاء متساوين.
المستوى السابع: (الشباب
يؤدي ويبدأ العمل)
هنا يتم النظر إلى الشباب
الذين يتمتعون بالسلطة الكاملة وحرية الإبداع على أفكارهم ومشاريعهم؛ ففي هذا
المستوى المشاريع والأفكار بادر بها وأخرجها الشباب؛ وقد يتم دعوة البالغين
لتوفير الدعم اللازم، ولكن يمكن تنفيذ مشروع ما بدون تدخلهم.
المستوى الثامن: (مبادرة
الشباب، والشراكة مع الكبار في صتغ القرار)
يتم في هذا المستوى دمج
بعض الخطوات الأخيرة، حيث يبدأ الشباب الفكرة ويدعون البالغين إلى الانضمام إليها،
مما يؤدي إلى شراكة متكافئة.
إن المستويات الخمسه السابق ذكرها تنظر في كيفية دمج الشباب تدريجيا بشكل كامل في عملية صنع القرار وكيفية مشاركتهم بنشاط وفاعليه.
تعليقات
إرسال تعليق