إستيعاب رغبة التطوع لدى الشباب
سامي الحكيمي
تعتبر البطالة أحد بواعث القلق الرئيسية في ظل الواقع المرير الذي يعيشه الشباب في كثير من المجتمعات العربية؛ ومع محاولة تأمين الإشباع المتوازن للإحتياجات الفسيولوجية اللازمة للحفاظ على الفرد كالـماء والطعام والسكن وغيرها من الاحتياجات الأساسية للإنسان، بالاضافة الى ضعف الاحساس بالأمان، فإنه مع ذلك لا تزال تزداد نسبة الشباب الراغبين في الإنخراط ضمن الأعمال المجتمعية والبحث عن فرص للتطوع للمشاركة من خلالها عبر الكيانات المختلفه.
يعتبر العمل التطوعي امام الكثير من الشباب فرصة للإحساس بدوره الفاعل في المجتمع، بعيدا عن الفراغ الذي يملأ حياتهم والذي قد يصل بهم في الاخير إلى الإحباط؛ إن العمل التطوعي بالإضافة الى كونه إشباع للذات لهولاء الشباب، فهو بالنسبة لهم أمل يطمحون من خلاله للحصول على فرصة عمل، كون التطوع فرصه لتنمية المهارات وتوسيع العلاقات وإكتساب الخبرات العملية الجديده.
وأمام هذه الجهود المتاحه والتي تبحث عن فرصه لتقديم ما لديها، تزداد المسؤولية أمام كيانات المجتمع المدني المختلفه، والتي يفترض بها ان تستوعب المتطوعين وتقود عملية إشباع إحتياجهم الذي يشكل مورد ينبغي إستثماره، بعد أن فشلت الكيانات الرسمية للدولة وتقلص دور القطاع الخاص، رغم انه من الممكن أن تقوم كيانات المجتمع المدني بالتشبيك معهم ورسم السياسات التي تعمل على توسيع دوره.
ولأجل أن تبدأ المنظمات والمؤسسات والجمعيات وغيرها من كيانات المجتمع المدني الرسميه والغير الرسميه، ينبغي عليها إدراك الأسباب والدوافع لدى الشباب وما يثير الإهتمام لديهم، وذلك لأجل القدره على استيعابها وتوجيهها، وكذلك البحث عن أنسب النواحي لإستثمارها بها وبشكل يتناسب مع الموارد المتاحه؛ بالإضافة الى الاجتهاد في البحث عن الآليات وتطويرها بما يتناسب معها لتسهل من عملها وتزيد من كفاءتها لأجل الوصول للنتائج المطلوبة.
إن توجيه جهود الشباب والمتطوعين يحتاج إلى تخطيط إداري جيد وبرامج هادفه ومتنوعه تتناسب مع تنوع ما يملكه الشباب ويستطيعون تقديمه لخدمة مجتمعاتهم المحلية، بالإضافة الى كسب المنظمات رصيد يضاف إلى إنجازاتها المبنيه على إستثمار موارد المجتمعات المحلية المتاحة و المحيطة بها بعيدا عن الإعتماد الكلي على التمويلات والمنح، حيث أن الاعتماد الكلي عليها قد يضعف قدرتها على تحريك وتوجيه موارد المجتمع نفسه والذي عادة يتصف بالاستمراريه والاستدامة؛ كذلك إن عملية حسن استثمار جهود هولاء الشباب سوف ينتج عنه إشباع للحاجات التي تدفع بهم لمزيد من العطاء الإيجابي لمجتمعاتهم.
تعليقات
إرسال تعليق